نشرة حوسبة 42#: الانتقال بالتقنيين العرب إلى مرحلة أعلى
دعنا من شروحات فورمات ويندوز وتسطيب الأوفيس، علّم الناس الذكاء الاصطناعي والأتمتة وغير ذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حيّاكم الله مشتركي نشرة حوسبة البريدية لعلوم الحاسوب.
لقد مضى وقتٌ معتبر منذ آخر نشرة بريدية لنا، لكن هناك عددٌ من المفاجآت القريبة بإذن الله. أبرزها سيكون على قناتنا على يوتيوب حيث سنبدأ بنشر المحتوى المرئي هناك، فتأكدّوا من متابعتنا إن أردتم التوصّل بجديدنا أولًا بأوّل.
لقد نشرنا هذا الفيديو مثالًا على ذلك وهو يتحدث عن أزمة CrowdStrike التي عطّلت ملايين الأجهزة الحساسة حول العالم بسبب تحديثٍ مضروب:
وسيكون هناك عدد من سلاسل المحتوى والفيديوهات المرئية القادمة قريبًا بإذن الله، فترقّبوا.
دونكم هذا العدد.
📬 نقاش العدد: الانتقال بالتقنيين العرب إلى مرحلة أعلى
مع انفتاح وسائل التواصل وازدياد عدد المستخدمين العرب، ازداد عدد التقنيين الذين يمتلكون قنوات يوتيوب أو مواقع إنترنت عربية تشرح مختلف التخصصات التقنية لهؤلاء القرّاء كذلك.
قنوات عن ويندوز، قنوات عن لينكس، قنوات عن مايكروسوفت أوفيس، مواقع عن البرمجة، مواقع عن التصميم، مواقع عن تحسين محركات البحث والـSEO… إلخ.
هذا أمرٌ جميل، واختلاف مستوى الناس في العلم والمعرفة يحتّم طبعًا أن يظل هناك قنوات متخصصة بالمبتدئين لتشرح الأساسيات وتبسّطها لهم.
لكن المشكلة في المشهد التقني العربي هي أن التقنيين العرب يظلون متمسكين بهذه المنطقة، ولا ينتقلون للمنطقة التي بعدها.
إنهم لا يحاولون الارتقاء بجمهورهم إلى مستوى أعلى في التقنية والخدمات والبرمجيّات وطرق التعامل معها، ولا يحاولون دفعهم لتعلّم أنواعٍ جديدة من الحوسبة، بل يكتفون فقط بالشروحات والأمور الأساسية البسيطة التي تجلب لهم أكثر المشاهدات وأكبر الأرباح.
أسباب هذا من وجهة نظرهم قد تكون عديدة:
عدد المهتمين بالمواضيع المتخصصة والمتقدمة من العرب قليل بسبب ضعف البنية التحتية التقنية في الدول العربية وقلة اهتمام الحكومات تاريخيًا بهذا المجال، مما ينعكس على أغلب العرب ببساطة أنهم أيضًا لا يهتمون بتلك المواضيع.
هجرة العقول إلى الخارج تجعل المهاجرين يبدعون ويساهمون في البلدان التي هاجروا إليها وباللغات التي يتحدثونها، ولا يساهمون بخبراتهم التخصصية بلغتهم الأم.
هناك مشاكل فيما يتعلق بالعثور على المحتوى العربي التقني؛ المحتوى العربي على الإنترنت مليء بالسبام وجوجل لا تحاربه كما تحارب السبام في اللغات الأخرى (أنظر إلى موقع موضوع ومن على شاكلته)، وبالتالي ستجد منافسين لا علاقة لهم بالمجال ينافسونك في الوصول إلى الزوّار فقط لجلبهم إليهم دون أن يكون لديهم أي محتوى رسالي.
هذا يعني أنه عليك التسويق لهذا المحتوى التقني المتقدم بنفسك وهذه صعوبة أخرى.بسبب ما سبق فإن المستخدم العربي المهتم بهذه المواضيع سيجد صعوبة هو الآخر في العثور عليها، لأنها لا تظهر له بسهولة على جوجل ويوتيوب، وبالتالي، يلجأ للبحث باللغة الإنجليزية أو اللغات الأجنبية الأخرى بدلًا من البحث بالعربية… وهكذا نعود إلى مشكلة الدجاجة والبيضة.
بما أن عدد المهتمين أقل من المحتوى العام أو “المبهر”، فإن صانع المحتوى سيعمل بالطبع على هذا النوع من المحتوى أكثر من المحتوى التقني المتخصص والمتقدم لضمان الاستمرارية.
مشكلة تعريب العلوم موجودة عند بعضهم؛ هم لا يعرفون كيف يشرحون المواضيع المتقدمة للعرب باللغة العربية، وإذا نظرتَ إلى شروحاتهم وجدت نصفها مليئة بالمصطلحات الإنجليزية رغم وجود بدائل عربية معروفة لها.
النتيجة لما سبق هو أن الويب العربي شحيح في المواضيع المتقدمة والمواضيع التي تحوّل المشاهد من مجرّد مهتم أو متسلٍ بالمحتوى إلى صانع تقنية أو مطوّر، وهو ما يدفع بكامل المشهد العربي التقني إلى الخمول.
مواضيع مثل: الأتمتة، الذكاء الاصطناعي، الشبكات، أنظمة لينكس واستخدامها وتطويرها وبرمجة توزيعاتها، الحوسبات المختلفة (السحابية، المكانية، الطبية…)، الأمان الرقمي، الاختراق الأخلاقي، الخدمات اللامركزية، البرمجيات مفتوحة المصدر، سلسلة الكتل والعملات الرقمية (من الناحية البرمجية)… إلخ، كل هذه المواضيع لا تكاد تجد فيها محتوىً عربيًا ذا قيمة.
لكن إن كنتَ متمرسًا تقنيًا فعليك أن تعلم أنه من واجبنا جميعًا نشر هذا العلم الذي لدينا وعدم الاكتفاء بنشر القشور والأساسيات بما سبق من حجج وهذا لعدة أسباب:
من بلغ علمه النصاب وجب عليه الزكاة، وقد تفضّل الله عليك بوهبك هذا العلم الذي تحمله فمن واجبك أن تنشره للناس وتعلّمه، خصوصًا عندما ترى هذا الجهل التقني الرهيب المنتشر بين الناس.
قد يكون لبعض المعلومات التي تنشرها أثرٌ مهم في الأحداث الجارية التي تجري حول العالم. مثلًا كنّا نشرنا من قبل كيف أنه يمكن لقوّات الاحتلال تعقّب الناس عبر شرائح eSIM هذه التي يوزعونها في غزة وبالتالي استهدافهم أو قصف مراكز تجمعهم، ونشرنا من قبل عن المقاطعة التقنية للخدمات الأجنبية وضرورتها، وسترى أيضًا في نهاية هذه النشرة كيف أن اغتيال الفقيد إسماعيل هنيّة لربما تمّ عبر واتساب ووسائل تقنية أخرى… فالمقصود أن لبعض المجالات التقنية هذه تأثيرًا على الدنيا كلها ومجرياتها وليست مجرد معلومات نظرية.
لا مانع بالطبع من أن تكثر من نشر الأساسيات والشروحات المناسبة للمبتدئين، لكن لا تجعل هذا يمنعك من نشر ما هو أعلى من ذلك، لأن نشرك لما هو أعلى من ذلك حتى مع ضعف المردود والمشاهدات هو ما سيطوّر المشهد التقني هذا ويحوّل هؤلاء المبتدئين إلى أناس متقدمين في مجالاتهم وقادرين على إحداث تغيير تقني حقيقي في الأمة.
أما الشروحات البسيطة والسطحية فهذه لا تؤدي معنى الرسالة.
وقد كنّا تحدثنا من قبل عن هذا الموضوع على حسابنا على تلجرام؛ أن الإنسان الغربي يعيش في دول مستقرة اجتماعيًا وسياسيًا منذ زمنٍ طويل، وقدرته الشرائية عالية، وأضف إليها ثقافته الاستهلاكية والليبرالية، فهو حينها لا يمانع تتبع أخبار وإشاعات الشركات مثل تسريبات شكل الآيفون القادم ومميزات الجالكسي الجديد وأخبار أسهم الشركات هل صعدت أم نزلت… كل هذا لا يمانع فيه لأنه غارقٌ بالمجاريات إلى شحتميّ أذنيه.
فلا تأتِ أنت يا صانع المحتوى التقني العربي ويا صاحب الموقع العربي، وتترجم نفس الأخبار والمواضيع الموجهة لهؤلاء القوم إلى المستخدم العربي؛ المطحون، والمهاجر، والمشرّد، والذي تركيبته الثقافية والدينية والاجتماعية مختلفة، والذي تتمحوّر اهتماماته واحتياجاته التقنية حول أمورٍ غير هذه أصلًا.
إن عملكَ هذا بهذا الشكل لا يغيّر شيئًا من الواقع حقًا مهما جلبتَ من أرباح ومشاهدات. ألا ترى كيف يجلب الراقصون وقليلو الأدب أرباحهم على منصات إباحية مثل تيكتوك؟ جلب المشاهدات لا يعني أنك تغيّر الواقع وتطوّره وتنمّيه بل ببساطة يعني أنك جذبت انتباههم إليك لوهلةٍ من الزمن لا أكثر.
ولا تضجر من وجود الكثير من المبتدئين أو الشباب الصغّار أو غير المتخصصين التقنيين حولك بادئ الأمر، هؤلاء هم من سيكبر وينمو لاحقًا ليصبحوا التقنيين الأكفّاء الذين ستراهم في المستقبل.
لكنّ هذا لن يحصل طبعًا إن كنّا جميعًا سنظل في منطقة الشروحات التقنية السطحية والأساسيات وما يجذب المشاهدات.
يجب أن يكون هناك تضحية؛ وهذه التضحية تكون بنشر هذا المحتوى المفيد القيّم حتى مع قلة الاهتمام وضعف الدعم والمردود.
هذا فعلًا ما سيغيّر المشهد التقني ويجعله يتطور إلى الخطوة التالية.
أما ما عدا ذلك فسرابٌ وإن ظنّه الناس غير ذلك.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
🌍 أخبار ومواد سريعة
ستجد في هذا القسم بعض الأخبار والمواد السريعة عن مختلف مجالات علوم الحاسوب والتقنية.
ستفصل شركة إنتل 15 ألف موظف من موظفيها بسبب عدة أزمات تعيشها الشركة حاليًا، وتهدف بهذه الخطوة إلى توفير 10 مليارات دولار على المدى البعيد.
للعلم شركة إنتل من أكبر الشركات الداعمة للمغضوب عليهم وقد كان لديهم مشروع لبناء مصنعٍ كبير في إسرائيل بقيمة 25 مليار دولار لكنهم أوقفوا تلك الخطط مؤقتًا.عن إنتل أيضًا، تبيّن أن الشركة تبيع معالجات مضروبة من الجيل الـ13 والـ14 رغم علمها بذلك. هذه المعالجات تعمل لفترة بسيطة ثم تتعطل وتصبح غير قابلة للاستخدام… فهذا سببٌ آخر لتفادي معالجات إنتل مستقبلًا والشراء من AMD.
أعلنت شركة OpenAI عن نموذج SearchGPT فيما يبدو أنه سيكون منافسًا لبحث جوجل. لم يتوفر المنتج بعد للتجريب لكنهم نشروا صورًا وفيديوهاتٍ له.
كل ما سبق من منتجات من OpenAI في يد وهذا المنتج لوحده في يدٍ أخرى؛ هذا إعلان حرب مباشر على جوجل لأن بحث جوجل هو أكبر خدمات الشركة وأبرزها وأكثرها ربحية لهم.
إن أي تهديد لمكانة محرك بحث جوجل سيؤدي إلى تغييراتٍ كثيرة على شكل الويب وطريقة تعاطي المستخدمين مع المعلومات، كما سيكون له تأثير إما إيجابًا وإما سلبًا على أصحاب مواقع المحتوى، وهو بدوره ما يؤدي إلى تأثير تسلسلي يشمل جميع خدمات جوجل الأخرى. فعلى المهتمين بالأحداث التقنية مراقبة هذا المنتج وأخباره عن كثب.أعلنت شركة ميتا عن نموذجها اللغوي العملاق Llama 3.1، وهو يأتي بـ405 مليار مُعامِل (Parameter) مما يجعله أكبر نموذج لغوي مفتوح المصدر على الإطلاق.
أعلنت شركة Stability AI عن نموذجها Stable Audio Open الذي يسمح بتوليد الأصوات من وصف نصّي.
بدأ موقع تويتر في استخدام تغريدات المستخدمين ومحادثاتهم مع بوت Grok كبيانات تدريب لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة xAI (شركة أخرى من شركات إيلون ماسك)، وعليك التوجه إلى هذا الرابط وإلغاء تفعيل الخيار إن كنت لا تريد لبياناتك أن تُستخدم في هذا.
صدرت نتائج إحصائية موقع StackOverFlow للمطورين لسنة 2024م، وفيها معلوماتٌ كثيرة عن التقنيات والأدوات التي يستخدمها المطورون في أعمالهم. أبرز الإحصائيات أن 60% من المطورين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل بشكلٍ من الأشكال في أعمالهم.
صار موقع ريديت يحجب جميع محركات البحث باستثناء جوجل من الوصول إلى محتواه. دفعت جوجل 60 مليون دولار لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على محتوى موقع ريديت بداية هذا العام، ويبدو أن ريديت سيمنع الآخرين من الوصول إلى محتواه ما لم يدفعوا أموالًا مشابهة.
يذكر أن موقع ريديت نفسه لا يكتب شيئًا من المحتوى بل كله من توليد المستخدمين.
💔 زاوية غزة
مضى أكثر من 300 يوم على بدأ معاناة إخواننا في غزة المحاصرة ما بين قصفٍ وقتل وتجويعٍ وأمراضٍ وحصار، نسأل الله تعالى أن ينصرهم ويعينهم ويفك حصارهم.
أبرز الأخبار التقنية المرتبطة بغزة كان أن هاتف إسماعيل هنيّة رحمة الله عليه كان مخترقًا عبر واتساب عبر ثغرة أمنية من شركة Pegasus الإسرائيلية، وهو ما مكّن من تحديد مكانه بدقة قبل تنفيذ عملية الاغتيال.
ولا يُستبعد أن شركة ميتا المالكة لواتساب ساهمت في ذلك، خصوصًا بعد أن تعلم أن مارك زوكيربيرغ يهودي وصرّح بمعاداة الإسلام والسماح ببغضهم على منصاته أكثر من مرة.
في نفس الوقت، لا تزال هذه التقارير غير مؤكدة لأن بعضهم يزعم أن الاغتيال تمّ بعبوة ناسفة في غرفته مزروعة قبل شهرين وليس بقصف صاروخي مستهدف.
مع ذلك، على كل شخصية مهمة أن تتوقف عن استخدام واتساب فورًا وتنتقل لبدائل آمنة لا يمكن استخدامها لتحديد موقعه.
ننصح بالاطلاع على كتاب دليل الأمان الرقمي للاستزادة حول هذه المواضيع.
***
ندعوا الله أيضًا هنا لإخواننا في السودان الذين لا بواكي لهم؛ والذين تجاوز عدد قتلاهم 15 ألف قتيل و7 ملايين مهجّر من بيوتهم وديارهم، فرّج الله عنهم وأعانهم ونصرهم على من بغى عليهم.
***
تابعونا على وسائل التواصل لتبقوا على اطلاعٍ بجديدنا:
هنا ينتهي هذا العدد من نشرة حوسبة، ونلقاكم في العدد المقبل بإذن الله. لا تنسوا مشاركة النشرة مع معارفكم وأصدقائكم ليطّلعوا على المحتوى الرائع الذي نعدّه ❤️
بارك الله بكم
مشكلة الإختراقات و الجهل باستخدام التقنية, مشكلة عويصة
حتى بالنسبة لنا كمستخدمين عاديين يجب ان نبدء بتعلم اليات الحماية على هذه الشبكة , ربما لا احد يتتبعك الان, لكن عند الحاجة سيستعيدون ارشيفك كاملاً