حياكم الله جميعًا مشتركي نشرة علوم الحاسوب من حوسبة. نأمل أن تجدوا في هذه النشرة سلوةً لما تفتقدونه من نقاشاتٍ متعلقة بمواضيع علوم الحاسوب وكافّة تخصصاتها في الويب العربي.
إليكم محتوى هذا العدد.
نقاش العدد: نصف الإنترنت بوتات وهمية
أظهر تقرير صادر عن شركة Imperva المتخصصة في الأمان الرقمي أن 47% من تدفّق الإنترنت في 2022م كان صادرًا من بوتات إنترنت وليس من أشخاصٍ حقيقيين. وهي زيادة بنسبة 5.1% عن السنة التي سبقتها (2021م).
تكون هذه البوتات عادةً تعمل على سحب البيانات من مواقع الإنترنت عبر أي API يوفرها أو عبر مسح الويب (Web Scrapping) لأي بيانات عامّة يمكن العثور عليها والاستفادة منها، ولكنها قد تعمل بالطبع لأسباب أخرى.
في الواقع هذا الخبر كبير وله تبعات ونقاشات مهمّة؛ وهذا لعدة أمور:
تعني هذه الإحصائيات كذلك أن الكثير من أرقام التفاعل التي تراها على مواقع التواصل الاجتماعية هي وهمية في الواقع وليست حقيقية. وهذا كثير جدًا في مشاهير أو مؤثري مواقع التواصل الذي يشترون الإعجابات والمشاهدات الوهمية بهدف تزييف شعور أنهم أشخاص مهمون وليسوا كذلك.
ويعني هذا أنك إن كنت صاحب موقع على الإنترنت فعليك أن تدرك أن نصف التدفّق الذي قد يزور موقعك قادمٌ من بوتات وهمية وليس أشخاصًا حقيقيين.
بدوره يعني لك ذلك سواءٌ كنت مستخدمًا عاديًا أو صاحب موقع إنترنت ألا تشعر بالسوء إن كنت لا تحصل على التقدير الكافي لجهدك الذي تقوم به على الإنترنت أو المحتوى الذي تنشره، لأن نصف الإنترنت وهمي أصلًا.
هذه مجرّد البداية؛ سنة 2023م هي السنة التي وصل بها الذكاء الاصطناعي إلى قدراتٍ عالية لم تكون موجودة في السابق مثل Stable Diffusion وGPT4، مما يعني أن هذا الرقم سيزيد ونسبة المحتوى الذي تنتجه الحسابات الوهمية والبوتات سيزيد أيضًا. عليك كمستخدم ألا تنخدع بأي محتوى تراه مستقبلًا وأن تبحث عن طرق للتأكد من صحة أي معلومة قبل بناء قرارٍ عليها.
هذا رقم كبير جدًا، ولا بد أن يعي الإنسان أن التفاعلات التي يراها على الشبكة في أي مكانٍ لا تدل بالضرورة على الواقع أو تنعكس على المجتمع.
من المهم كذلك أن يدرك أصحاب المحتوى أن نسبة كبيرة من زوّارهم هم بوتات وهمية في الواقع وليسوا أشخاصًا حقيقيين، فلا يبنوا قرارات مصيرية بناءً على عدد مشاهدات الصفحة فحسب، بل هناك أمور أكثر عمقًا لا بد من النظر إليها.
شاركونا آراءكم عن هذا العدد، أو عن الأعداد السابقة من نشرة حوسبة بشكل عام على تويتر تحت الوسم #نقاشات_نشرة_حوسبة
أحداث مهمّة
ستجد في هذا القسم أبرز الأحداث المهمة التي حصلت في الفترة الأخيرة قبل إرسال هذا العدد.
1. اليابان تدافع عن تدريب الذكاء الاصطناعي
أعلنت الحكومة اليابانية على لسان أحد وزرائها أنها لن تفرض قوانين حماية الملكية الفكرية وحقوق النشر على بيانات التدريب الخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي، مما يعني أنه يمكن لأيٍ كان أن يدرّب نماذجه على أي بياناتٍ يشاؤها سواءٌ كانت قانونية وتسمح بالاستخدام التجاري أو لا تسمح بذلك أصلًا.
لهذا الخبر ما بعده، لأن بقية البلدان ستكون في موقفٍ أضعف إن بدأت بملاحقة أصحاب نماذج الذكاء الاصطناعي قانونيًا فقط لأنهم درّبوا هذه النماذج على بيانات محمية، لأن بقية البلدان مثل اليابان لا تفعل ذلك مما سيعطيها أفضلية في المجال ويجعل الخبراء والممارسين للمجال يفضّلون العمل فيها.
بدوره قد يعني هذا أن الكثير من دول العالم قد تسير على نفس منوال اليابان كي تحافظ على موقعها في هذا السباق، ليس لأنهم قرروا من الناحية القانونية أو الأخلاقية أنه لا يوجد مشكلة في تدريب هذه النماذج على أي بيانات ولكن من ناحية المآلات والأمن القومي والخوف من أن يتأخروا عن الركب في تطوير هذه التقنيات.
2. الذكاء الاصطناعي لالتقاط المخالفات المرورية
أعلنت بعض السلطات البريطانية تركيب أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة ومرتبطة بأنظمة المراقبة والكاميرات في بعض البلديّات، تهدف إلى التقاط السائقين الذين يرمون القمامة من نوافذ سياراتهم على الطرقات ومخالفتهم تلقائيًا دون الحاجة لتدخّل بشري.
سيعتمد نظام الذكاء الاصطناعي على تحليل تسجيلات سابقة للسائقين الذين كانوا يقومون بهذا، مما سيساعده على التقاط أي شخص يقوم بنفس الفعل مستقبلًا على الطرقات في بريطانيا.
ليس الأمر جديدًا بالكليّة، فقد تبيّن أن شركة أمازون في شهر فبراير الماضي تستعمل نظام مراقبة عبر الكاميرات لموظفيها مرتبط بالذكاء الاصطناعي، يلتقط تلقائيًا ما إن قام الموظف بعمل مشبوه على الطلبيّة التي يسلّمها للمستخدمين مثل احتساء بعض المشروب أو أخذ بعض الحاجيات من الطلبيّة أو غير ذلك.
يبيّن لك هذا الأمر كيف أن الذكاء الاصطناعي يمكن استعماله بشكل جيد في الكثير من الحالات، وأن هذه مجرّد البداية وسيزداد الاعتماد عليه مستقبلًا، ولهذا لا يكاد يكون لنا عدد في نشرة حوسبة إلا ونتحدث عن الذكاء الاصطناعي.
أخبار ومواد سريعة
ستجد في هذا القسم بعض الأخبار والمواد السريعة عن مختلف مجالات علوم الحاسوب والتقنية.
أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق خدمة Microsoft Fabric، وهي خدمة تحليل بيانات جديدة مُدارة بالذكاء الاصطناعي. ما يزال التسجيل غير متوفر بعد والتجريب فقط متوفر لأصحاب الحسابات التعليمية.
أصبح النموذج اللغوي العملاق (LLM) المسمّى Falcon مفتوح المصدر وقابلًا للاستخدام التجاري بعد أن أعاد مطوروه ترخيصه برخصة Apache 2.0. من الجدير بالذكر أن هذا النموذج قادم من الإمارات العربية المتحدة.
أعلن مطوروا نظام إدارة المحتوى الشهير ووردبريس عن إضافة ميزة النشرات البريدية المدفوعة إليه بهدف تمكين صنّاع المحتوى من الربح من نشراتهم البريدية. الميزة الجديدة تشمل اندماجًا مع نظام المدفوعات Stripe مما يسهّل إعداد النشرات المدفوعة بنقرة زر. يبدو أن ووردبريس يتوسع ليحارب على أكثر من جبهة فهو الآن ينافس Elementor وWix وبقية إضافات ومنصات تصميم المواقع عبر المحررات المرئية السهلة، كما ينافس الآن Substack وMailChimp في مجال النشرات البريدية... واضحٌ أن أصحابه يريدون أن يأخذوا قطعة من كعكة الجميع.
هذه بعض الفرص ووظائف العمل في قطاع علوم الحاسوب على مجتمع هاكرنيوز لشهر يونيو 2023م.
***
هنا ينتهي هذا العدد من نشرة حوسبة، ونلقاكم في العدد المقبل بإذن الله. لا تنسوا مشاركة النشرة مع معارفكم وأصدقائكم ليطّلعوا على المحتوى الرائع الذي نعدّه ❤️
تصدر نشرة حوسبة في عيد كل مسلمٍ يوم الجمعة مرتين في الشهر (مرة كل أسبوعين). وأقسام النشرة البريدية تختلف من عددٍ لآخر، على حسب المتاح.